آلسلآم عليكم ..
كيفكم ..؟
قصة هاجر واسماعيل :
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء ابراهيم عليه السلام بأم اسماعيل (هاجر) , وبابنها اسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة (شجرة) فوق زمزم من أعلى المسجد , وليس بمكة يومئذ أحد , وليس بها ماء , فوضعهما هناك , ووضع عندها جراباً (كيساً) فيه تمر , وسقاء فيه ماء .
ثم فقىّ (رجع )ابراهيم عليه السلام منطلقاً , فتبعته أم اسماعيل , فقالت : يا إبراهيم أين تذهب , وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء !!..
قالت له مراراً , وهو لا يلتفت إليها !!.
هاجر : الله أمرك بهذا ؟
ابراهيم : نعم .
هاجر : إذاً لا يضيّعنا !!..
ثم رجعت , فانطلق ابراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثّنية (مكان بمكة) حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت , ثم دعا بهذه الدعوات , فرفع يديه فقال : (ربنا أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم , ربنا ليقيموا الصلاة , فاجعل أفئده من الناس تهوي إليهم , وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) .
وجعلت أم اسماعيل ترضع اسماعيل , وتشرب من ذلك الماء , حتى إذا نَفِدَ مافي السقاء عطشت وعطش ولدها , وجعلت تنظر إليه يتلوى , فانطلقت كراهيه ان تنظر إليه , فوجدت (( الصفا )) أقرب جبل في الأرض يليها , فقامت عليه , ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى احد ؟ فلم تر أحداً فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها (ثوبها) ثم سعت سعي الانسان المجهود (المتعب) حتى جاوزت الوادي , ثم اتت المروة , فقامت عليها فنظرت هل ترى احداً , فلم تراحداً ففعلت ذلك سبع مرات .
قال ابن عباس رضي الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاال : (فلذلك سعى الناس بينهما) . فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت : صه ْ !! -- تريد نفسها -- ثم تسمعت فسمعت أيضاً , فقالت : أسمعت إن كان عندك غواث (إغاثه) فأغِثْ . فإذا هي بالملك عند موضع زمزم , فبحث بعقبه أو قاال : بحناحه حتى ظهر الماء , فجعلت تحوضه (تجعله حوضاً) , وتقول بيدها هكذا , وجعلت تغرف بسقائها وهو يفور بعد ما تغرف , فشربت وأرضعت ولدها . قال ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (رحم الله ام اسماعيل لو تركت زمزم عينا معينا ) .
فقال لها الملك : (لاتخافوا ضيعةً(هلاكاً), فلإنا ههنا بيتا لله يبنيه هذا الغلام وابوه , وإن الله لايضيع أهله) . وكان البيت مرتفع من الأرض كاالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله .
فكانت كذلك حتى مرت بهم رُفقة من جرهم (اسم قبيله ) ملقبين من طريق كدا ء (اسم موضع) , فنزلوا في اسفل مكة , فرأ وا طائراً عائفاً (حائماً) , فقالوا : إن هذا الطائر ليدور على ماء !! . لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء !. فأرسلوا جَرِيّاً (رائداً) فإذا هم بالماء , فرجعوا فأخبروهم , فأقبلوا وام اسماعيل عند الماء .
جرهم : أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟
هاجر : نعم , ولكن لاحق لكم باالماء .
جرهم : نعم .
قال ابن عباس رضى الله عنهما : قاال الرسول صلى الله عليه وسلم : (فأ لف ذلك (وجد الحيّ) ام اسماعيل وهي تحب الأنس ) . فنزلوا فأرسلوا إلىأهلهم فنزلوا معهم , حتى إذا كانوا بها أهل أبيات وشب الغلام , وتعلم العربية منهم وأنفسهم (اي سبقهم ) , واعجبخم حين شب , فلما ادرك زوجوه امرأة منهم , وماتت ام اسماعيل . فجاء إبراهيم عليه السلام بعد ما تزوج اسماعسل يطالع تركته (يتفقد اسرته ) فلم يجد اسماعيل , فسأأل امرأته عنه .
الكنة : خرج يصيد لنا , ثم سأألها عن عيشهم وهيئتهم .
الكنة : نحن بشرٍّ !! نحن في ضيق وشدة , وشكت إليه!!.
إبراهيم : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام , وقولي له : يغير عتبة بابه (كنايه عن الطلاق) .
اسماعيل : هل جاءكم من احد ؟
زوجته : نعم جاءنا شيخ كذا وكذا (وصفته له ) , فسأ لنا عنك , فأخبرته , فسألني كيف عيشنا ؟ فأخبرته أنا في جهد وشدة .
اسماعيل : فهل اوصاكي بشيء ؟
زوجته : نعم أمرني أن اقرأ عليك السلام ويقول (غير عتبة بابك) .
اسماعيل : ذاك ابي , وقد امرني أن أفارقك , إلحقي بأهلك فطلقها . وتزوج اسماعيل منهم مرة اخرى , فلبث عنهم إبراهيم عليه ما شاء عليه السلام ماشاء الله , ثم اتاهم بعدُ فلم يجده , فدخل على امرأته فسأل عنه :
إبراهيم : أين اسماعيل ؟ وكيف أنتم ؟
الكنه : ذهب يصيد لنا ونحن بخير وسعة , الا تنزل فتطعم وتشرب ؟
إبراهيم : وما طعا مكم وشرابكم ؟
الكنة : طعامنا اللحم , وشرابنا الماء .
إبراهيم : اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم . .
فقال ابو قاسم صلى الله عليه وسلم : (بركة دعوة إبراهيم ) .
إبراهيم : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه ((يثبت عتية بابه)) .
جاء اسماعيل وهو يقول : هل اتاكم من أحد ؟
الزوجة نعم اتانا شيخ حسن الهيئة , (وأثنت عليه ) , فسألني عنك , فأخبرته أنا بخير.
اسماعيل : فأوصاك بشيء ؟
الزوجة : نعم : يقرأ عليك السلام , ويأمرك أن تثبت عتبة بابك .
اسماعيل : ذاك ابي وأنتي العيبة , امرني أن امسِكَكِ .
ثم لبث عنهم ما شاء الله , ثم جاء بعد ذلك واسماعيل يبري نبلاً له (قوساً) تحت دوحة (شجرتاً) قريبه من زمزم . فلما رآه قام إليه , وصنع كما يصنع الوالد بالولد (اي تعانقا) .
إبراهيم يا اسماعيل إن الله أمرني بِأمر .
اسماعيل : فأصنع ما أمرك ربك .
إبراهيم : وتعينني ؟
اسماعيل : وأعينك .
إبراهيم : فإن الله أمرني أن أ[ني بيتاً ههنا , وأشار الى أكمة مرتفعه إلى ما حولها .
فعند ذلك رفع القواعد من البيت .
فجعل اسماعيل يأتي بالحجارة , وإبراهيم يبني , حتى إذا أرتفع البناء جاء بهذا الحجر (المقام) فوضعه له , فقام عليه وهو يبنيه , واسماعيل يناوله الحجاره , وهما يقولان : (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) .
تحيآتي لـكم ..
آلمديرهـ آلعآمهـ